هل سيمتد تنظيم داعش إلى ليبيا؟

حذرت صحيفة الخبر الجزائرية استناداً إلى تقارير أمنية محلية من أن ليبيا قد تكرر مصير سورية والعراق وتتحول إلى بؤرة جديدة وساحة قتال للإرهابيين من تنظيم الدولة الإسلامية.

بقلم أندري أونتيكوف.
وبحسب هذه التقارير هناك تدفق الآن من المسلحين القادمين من عشر دول إلى ليبيا، ويقدر عددهم الآن نحو 1000 مسلح يتم تدريبهم على استخدام السلاح وإعداد بعضهم ليصبحوا انتحاريين.
يشار إلى أن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي كان قد صرح في تسجيل صوتي بأن نشاط تنظيمه انتشر بما في ذلك إلى أراضي ليبيا ومصر والجزائر.
ويشير الخبراء بأن شعبية تنظيم الدولة الإسلامية عال جداً من بين المنظمات الإرهابية الأخرى، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن المتطرفين في ليبيا يسيطرون على الوضع في البلاد، فإنه من السهل على التنظيم أن يثبت أقدامه في ليبيا. وفي هذا الإطار تحدث المحلل السياسي علي الكساح:

تمكنت المنظمات والجماعات الإرهابية بعد سقوط النظام في ليبيا من السيطرة على السلاح ودخول المشهد السياسي وأيضاً السيطرة على مراكز اتخاذ القرار داخل ليبيا. وبالتالي هم سيطروا على السلطة ومن خلالها تمكنوا من السيطرة على الأموال والسلاح. وهذا بدوره سمح لهم باستقطاب إمكانيات الشباب، وفرض ما يريدونه بقوة السلاح. حيث تم إظهار صور لشباب مقطوعي الرأس وتم اغتيال أكثر من 600 ضابط في منطقة بن غازي وطرابلس والمناطق الجنوبية، وكل من يعارض هذا الفكر. وهذا كله زره الخوف في قلوب الناس مما اضطرهم للتسليم بالأمر الواقع. لكن في الواقع لم يعد هناك حاضنة شعبية لأن ليبيا دولة مسلمة والإسلام فيها معتدل، والناس في هذا البلد يرفضون الإسلام المتطرف الذي يأتي من دول الجوار
على كل حال ليس غريباً على ليبيا الاقتتال بين المنظمات والجماعات المتحاربة، لكن هذا الأمر يجب أن يقلق جيران ليبيا. إذ أن الإرهابيين بفضل مساعدة القوى الخارجية اكتسبوا قوة لا يستهان بها في سورية، ومن ثم قاموا باحتلال جزء كبير من أراضي العراق وتسللوا إلى لبنان، والآن يهددون شبه الجزيرة العربية.
إليكم ما يقوله قسطنطين سيفكوف رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية بهذا الشأن:
ليس هناك أدنى شك في مقدرة كل من مصر أو الجزائر في التصدي للتهديد الإرهابي القادم من الأراضي الليبية. ومن المتوقع هنا أن تأتي المشاكل الرئيسية من تونس. وبالتالي هناك اثنين من السيناريوهات:
الأول، يكمن في أن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية سوف يبدؤوا عملياتهم المسلحة ضد تونس، وهنا احتمال تحقيق النصر كبير جداً.
الثاني، سوف يبدأ تنظيم الدولة الإسلامية التفاوض مع الإسلاميين في تونس بهدف توحيد الجهود من أجل الإطاحة بالنظام الحالي. وهذا السيناريو برأيي هو الأرجح لكنه أخطر من السيناريو الأول.
والسؤال هل هناك إمكانية لوقف انتشار تنظيم الدولة الإسلامية في شمال أفريقيا؟ بالكاد. فمن أجل تحقيق ذلك لا بد من تضافر جهود الأسرة الدولية وأن تتوفر الرغبة الحقيقية لجميع البلدان لمحاربة الإرهاب والسعي أيضاً لتسوية الأزمة في ليبيا. ولكن على ما يبدو أن الوضع في هذا البلد يقلق فقط جيرانه الذين يجتمعون بشكل دوري للتشاور في هذه القضية. كل ذلك يترك بصماته بشكل منطقي على خطط تنظيم الدولة الإسلامية، تلك الخطط والمشاريع التي لم تعد تقتصر على العراق وبلاد الشام.
...المزيد: http://arabic.ruvr.ru/2014_11_20/280294142/