صاروخ " أنغارا" الثقيل يستعد للانطلاق

ينطلق صاروخ " أنغارا ـ أي 5" الناقل في أواخر شهر ديسمبر/ كانون الأول القادم من مطار بليسيتسك الفضائي. ويستطيع هذا الصاروخ الثقيل أن ينقل إلى المدار أقماراً صناعية تزن حوالي 8 أطنان، وأن يضمن لوسائط النقل الفضائي الروسية قدرة عالية على المنافسة، أما بعد عام 2020 فسوف يحل صاروخ " أنغارا" بالكامل محل صاروخ " بروتون ـ أم" الناقل الحالي.




دّم مركز " خرونيتشيف" الفضائي العلمي الإنتاجي الحكومي في الأول من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري تقريراً لنائب رئيس الوزراء دميتري راغوزين يفيد باستعداد صاروخ " أنغارا ـ أي 5" الناقل الجديد من الفئة الثقيلة للانطلاق المقرَّر بتاريخ 25 ديسمبر/ كانون الأول القادم من مطار بليسيتسك الفضائي، وكان ممثلو مركز السياسية الإعلامية لوكالة الفضاء الروسية " روس كوسموس" قد أعلنوا أن تجارب طيران المجمَّع تتضمن إجراء عشرة اختبارات إطلاق للصاروخ، اثنان منها مع نماذج أجهزة فضائية، أما البقية فمع أقمار صناعية حقيقية.
تصميم فضائي
تتضمن فئة صاروخ " أنغارا" في الوقت الحالي عدة نماذج من الصواريخ ذات المهمات والحمولات المختلفة، علماً بأنه يجري للمرة الأولى في تاريخ بناء الصواريخ في روسيا تصميم هذه النواقل وفق مبدأ المُعامل القياسي، حيث يجري صنعها عن طريق جمع عدد مختلف من النماذج الصاروخية العامة، مثل " أو أر أم 1" و" أو أر أم 2"، وسوف تزوَّد الوحدة القياسية الأولى بمحرك من طراز " أر دي 191" الذي صممته مؤسسة " إينيرغو ماش" الإنتاجية العلمية، والوحدة الثانية بمحرك " أر دي 0124 أي" الذي صُنع في مكتب الآلية الكيميائية للتصميم في منطقة فارونيج، وتعمل هذه المحركات على الوقود المكوّن من الكيروسين والأوكسجين الصديق للبيئة.



أما أساس هذه المجموعة فهو صاروخ " أنغارا ـ أي 5" ثلاثي المراحل من الفئة الثقيلة، وقد بُني هذا الصاروخ في البداية كناقل حديث ليحل محل صاروخ " بروتون"، علماً أن هذا الأخير ينطلق من مطار بايكانور الفضائي الذي يقع في أراضي جمهورية كازخستان، ما يسبب بعض الصعوبات في استخدامه.
أما صاروخ " أنغارا ـ أي 5" الذي صنع من مكونات روسية حصراً، فسوف يحلّق من مطاري بليسيتسك وفوستوتشني، وبالانطلاق من المطار الفضائي الشمالي، سيكون هذا الصاروخ قادراً على أن يحمل إلى المدار الجغرافي الثابت جميعَ أنواع الأقمار الصناعية، التجارية منها والعسكرية والمخصصة للاحتياجات الاقتصادية التي يصل وزنها إلى حوالى ثلاثة أطنان وينقلها صاروخ " بروتون أم" حالياً.
وفي المراحل الأولى سوف يُستخدم الصاروخ مع وحدة " بريز أم" الدافعة، أما في المستقبل فسوف يُستخدم مع وحدة دافعة من خليط الأوكسجين والهيدروجين ذات الفئة الثقيلة، فمع هذه الوحدة يستطيع أن ينقل إلى المدار الجغرافي الثابت أقماراً صناعية بوزن 4.6 طن.   
أما أصغر أفراد هذه الأسرة، فهو صاروخ " أنغارا 1.2" الخفيف ذو المرحلتين المخصص لنقل جميع الأقمار الصناعية التي تزن نحو 3.8 طن، سواء الحديثة منها أو تلك التي لا تزال قيد الاختبار، إلى المدارات القريبة من الأرض، ويوجد هذا الصاروخ الآن في مرحلة الإعداد والاختبارات الأرضية للنموذج الطائر الأول، ومن المقرر أن تبدأ اختبارات الطيران في عام 2016، بينما ما زال صاروخ " أنغارا أي 3" ثلاثي المراحل من الفئة المتوسطة بطاقة تحميل تصل إلى 15 طناً في طور التصميم.
بدأت اختبارات طيران الصواريخ من فئة " أنغارا" بصورة فعلية في عام 2009، عندما تم بطلب من كوريا الجنوبية تصميم صاروخ " KSLV-1 " الناقل الخفيف (Korean Satellite Launch Vehicle-1 ) على أساس المُعامل القياسي " أو أر أم 1" ، علماً بأن هذا الصاروخ قام حتى عام 2013 بتنفيذ ثلاث رحلات فضائية.
كما صُمم صاروخ " أنغارا ـ أي 5.2" ذو المرحلتين من أجل إطلاق الأقمار الصناعية التي يصل وزنها إلى 18 طناً، ومن حيث المبدأ، يستطيع هذا الصاروخ أن يحمل إلى المدار مركبة مأهولة من الجيل الجديد ( سفينة النقل المأهولة من الجيل الجديد)، ولكن القرار بهذا الشأن لم يتخذ حتى الآن.
أما صاروخ " أنغارا ـ أي 7.2" ذو المرحلتين فهو صاروخ انتقالي ( من الفئة الثقيلة إلى الثقيلة جداً) ومزود بست وحدات صاروخية قياسية في المرحلة الأولى، وتبعاً لتركيب الوحدة المركزية فإن هذا الصاروخ سيكون قادراً على نقل ما بين 35 و50 طناً من الحمولة إلى المدار، كما يمكن لهذا الصاروخ الناقل أن يعمل كعنصر من عناصر برنامج الرحلات المستقبلية المأهولة إلى القمر.
أرخص من منافسيه
بالإضافة إلى الإطلاق الكامل من مطار بليسيتسك الفضائي، فإنه من المقرر أن يبدأ في عام 2016 العمل على بناء منصتي إطلاق لصاروخ " أنغارا ـ أي 5" من مطار فوستوتشني الفضائي، ومن خلال استخدام وحدات دفع مستقبلية تعمل على مكونات الوقود الصديقة للبيئة، مثل الأوكسجين السائل، الكيروسين والأوكسجين السائل، الهيدروجين السائل، فإن الصاروخ قادر على أن ينقل إلى المدار الأشهر، المدار الجغرافي المتزامن مع الأرض، الأقمار الصناعية بوزن 8 أطنان تقريباً، ضامناً القدرة التنافسية لوسائط النقل الروسية لسنوات طويلة.



يسمح النهج القياسي من خلال استخدام عدد قليل نسبياً من الوحدات الآلية غالية الثمن، مثل محركات ومنظومات التحكم، بتخفيض تكاليف الاستخدام، ويقول المسؤولون في مركز خرونيشيف بأن تكاليف إطلاق الإنتاج المتسلسل لنموذج " أنغارا ـ أي 5" تتراوح ما بين 95 و108 مليون دولار، ما يوازي تكاليف " بروتون ـ أم"، في حين أن الصواريخ الأجنبية، في معظمها، أغلى بكثير، ذلك أن إطلاق الناقل Atlas V 552 يكلف ما بين 180 ـ 190 مليون دولار، وصاروخ Delta IV Heavy ما بين 230 و255 مليون دولار، و Ariane 5ECA ما بين 210 – 220.
وبعد الاختبارات والبدء بالإنتاج المتسلسل لصاروخ " أنغارا ـ أم 5"، فإن هذا الصاروخ لن يقل، وفق المعايير التقنية والاقتصادية، عن منافسيه الأجانب، بل سوف يتفوق عليهم في بعض الجوانب ( مثل وزن الحمولة المفيدة المحمولة إلى المدار المنخفض)، وتقضي خطط وكالة الفضاء الفيدرالية بإدخال هذا الصاروخ تدريجياً حيز الاستخدام، وفي المراحل الأولى فإن رحلات صواريخ " أنغارا" سوف تكون قليلة نسبياً، ثم سوف يتساوى من حيث عدد البعثات مع " بروتون"، وبعد الفترة الواقعة ما بين 2020- 2025 سوف يحل بالكامل محل هذا الناقل المحلي الذي خدم بجدارة.
http://arab.rbth.com/science-and-technology/2014/11/14/28493.html