خطة لتحديث القوات الاستراتيجية الروسية بالكامل
صفحة 1 من اصل 1
خطة لتحديث القوات الاستراتيجية الروسية بالكامل
ترى روسيا في التهديد العسكري المتمثل في توسيع حلف شمال الأطلسي نحو الشرق دافعاً يجبرها على تحديث أسلحتها النووية الاستراتيجية. وفي هذا السياق، طورت روسيا أنواعا جديدة من الصواريخ الباليستية، كما تواصل تحديث طيرانها الاستراتيجي وبناء غواصات جديدة ونشر منظومة حديثة لرصد المجال الفضائي.
تسرّع موسكو خطواتها في عملية التحديث الشامل لقوات الردع النووي الاستراتيجي. وبحسب ما أعلن عنه دميتري روغوزين، نائب رئيس الوزراء والمسؤول عن المجمع العسكري-الصناعي، في 22 أيلول/سبتمبر، فإن من المفترض الانتهاء من تحديث القوات بالكامل بحلول عام 2020.
تعزيز الدرع النووي
اليوم، هناك ما يكفي من الأسباب لإثارة مخاوف روسيا. في حديثه لـ"روسيا ما وراء العناوين"، قال فيكتور يسين، القائد السابق لهيئة أركان القوات الصاروخية الاستراتيجية:" إن نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في بولندا ورومانيا، وربما في دول البلطيق، يعدّ تهديداً مباشراً لأمن روسيا.
فظهور هذه الصواريخ الاعتراضية، سيسمح للولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ خطة ما يسمى "الضربة الصاعقة". التي تعتمد أساساً على تقريب مضادات الصواريخ قدر الإمكان من قواعد الصواريخ الباليستية للعدو المحتمل، مما يؤدي إلى شل قدرته. فإذا كانت صواريخ "بيرشينغ 2" المتواجدة في ألمانيا تطير إلى موسكو في مدة 7-10 دقائق، فإن مضادات الصواريخ الجديدة تستطيع قطع هذه المسافة في زمن أقل بمرتين فيما إذا اطلقت من بلدان البلطيق. وفي ظل هذا الفاصل الزمني ستكون المنظومة الروسية المضادة للصواريخ عاجزة ببساطة عن القيام بأي شيء يذكر". وهذا أحد أسباب رغبة موسكو في تحديث درعها النووية بأسرع وقت ممكن.
وفيما يتعلق بتطوير القوات النووية الاستراتيجية، فقد تم القيام بخطوة جدية نحو إنشاء أنواع جديدة من الصواريخ الباليستية. على سبيل المثال، صاروخ "يارس" (RS-26). الذي يحمل عدة رؤوس حربية (وحدات) قادرة على المناورة الذاتية بسرعة تفوق سرعة الصوت. كل وحدة تمتلك نظام توجيه خاص ويمكنها الإفلات من أية منظومة دفاع مضادة للصواريخ. ومن المخطط أن تحل هذه الصواريخ (العدد الإجمالي لها 186 صاروخا) محل المنطومات الصاروخية (توبول) و(وتوبول- М) المتنقلة أوالمتمركزة في صوامع تحت الأرض.
العقيدة العسكرية الجديدة
وبالتوازي، يجري تطوير واسع النطاق للمُكَوِّن البحري لقوات الردع النووية الاستراتيجية. فقد بدأت في روسيا عملية واسعة لبناء سفن الجيل القادم- مشروع 955 من نمط "بوري" (في الأساطير اليونانية Boreas هو إله الريح الشمالية) والتي ستشكل أساس المكون البحري "للثالوث" النووي الروسي. ووفقاً لبرنامج الدولة للتسلح لغاية عام 2020، يجب أن تستلم البحرية الروسية ثماني غواصات نووية بصواريخ باليستية مشروع (955)، تحمل كل منها 16 صاروخا باليستيا من نوع "بولافا".
وفي مجال الطيران الاستراتيجي، تجري عملية تحديث منتظمة لمعدات الطيران الإلكترونية الخاصة بالقاذفات الاستراتيجة (تو-160) و(تو-95). حيث ستحصل جميع القاذفات الثقيلة، وعددها 66، على أنظمة جديدة للتحكم والملاحة والتصويب. مما سيسمح باستخدامها ليس فقط لحل مهمات الردع النووي ولكن أيضا لتنفيذ ضربات باستخدام الوسائل التقليدية.
في حديثه لـ"روسيا ما وراء العناوين"، يقول يوري بالويفسكي، القائد السابق للأركان العامة للجيش الروسي:" لن يكون في العقيدة الجديدة للأمن القومي- التي يجري اليوم الإعداد للإعلان عنها بسبب التحديات المستجدة لأمن روسيا- فقرة حول توجيه ضربة نووية وقائية في حالة نشوء تهديدات لأمن دولتنا. ومع ذلك، تحتفظ موسكو لنفسها بحق امتلاك السلاح النووي وبحق استخدامه في حالة الضرورة".
رد الفعل الدفاعي
من أجل القيام بذلك في الظروف المعاصرة، لا يكفي امتلاك صواريخ باليستية وغواصات وقاذفات استراتيجية فقط، فلا بد أيضاً من نظام موثوق لمراقبة الفضاء الخارجي والإنذار المبكر عن عمليات إطلاق الصواريخ المعادية والتحكم بالقوات النووية الذاتية. وفي إطار برنامج الدولة للتسلح حتى عام 2020، قامت روسيا بنشر شبكة من محطات الإنذار المبكر من نمط (فورونيج) على طول حدودها.
بنيت أولى هذه المحطات بالقرب من سان بطرسبورغ. وبالنتيجة أصبحنا قادرين على "رؤية" كل ما يحدث في المجال الجوي وفي مجال الفضاء الخارجي من السواحل المغربية حتى أرخبيل سبيتسبرغن (Spitzbergen).
بمدى يصل إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية. وبعد نشر المحطة الثانية بالقرب من مدينة أرمافير في إقليم كراسنودار، أصبح بالإمكان رصد كل ما يحدث ما بين شمال أفريقيا والهند. وتسمح المحطة بمراقبة المجال الجوي حتى مدى 4 آلاف كيلومتر. وببناء المحطة الثالثة في منطقة كالينينغراد، تم تغطية القطاع الغربي. وقريباً سيتم تسليم المحطة التي تبنى في منطقة إيركوتسك، والتي ستغطي المنطقة الممتدة من الصين إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية.
وحسب ما قاله قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية، سيرغيي كاراكايف، لـ"روسيا ما وراء العناوين" فإن القوات الواقعة تحت أمرته تحولت إلى نظام تحكم جديد رقمي بالكامل. وهذا ما سيزيد من استقرار النظام في حالة نشوب صراع نووي. ويرى البروفيسور فاديم كوزيولين، أستاذ أكاديمية العلوم العسكرية، أن:" استعراض العضلات هو ردة فعل دفاعية أكثر منه رغبة في تخويف أحد ما. فموسكو وواشنطن تفهمان جيداً درجة المسؤولية المترتبة على حيازة الأسلحة النووية ومخاطر استخدامها. وإلا لما جلس الطرفان إلى طاولة التفاوض للحفاظ على معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. وأظن أن الأطراف ستلتزم بالحكمة في مجال الأسلحة الاستراتيجية أيضاً".
القاتل المخيف- مشرف
- عــدد المساهمات : 261
نقاط تميز : 7
تاريخ الالتحاق : 22/10/2014
البلد : مصر ام الدنيا
مواضيع مماثلة
» تزويد القوات الروسية في القرم بـ"اس-300"
» القوات الروسية تختبر منظومات "اس-400"
» القوات الجوية الروسية تستلم 238 طائرة جديدة هذا العام
» القوات المسلحة الروسية تحصل على أحدث صاروخ فعال ومتطور
» الأسباب الحقيقية لإدخال القوات السوفيتية إلى أفغانسان، شهادة مذهلة لرئيس أركان القوات السوفيتية هناك
» القوات الروسية تختبر منظومات "اس-400"
» القوات الجوية الروسية تستلم 238 طائرة جديدة هذا العام
» القوات المسلحة الروسية تحصل على أحدث صاروخ فعال ومتطور
» الأسباب الحقيقية لإدخال القوات السوفيتية إلى أفغانسان، شهادة مذهلة لرئيس أركان القوات السوفيتية هناك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى