مشروع بناء مطار للحوامات في سيفاستوبول

تعتزم شركة "مروحيات روسيا" القابضة بناء مطار للحوامات في سيفاستوبول. ووفقاً لتقديرات ممثلي الشركة وخبراء الطيران، فإن مطار الحوامات سيلعب دوراً استراتيجياً لدفع عجلة الاقتصاد في شبه جزيرة القرم


قترح غيورغي باتسكين، المدير المسؤول عن خدمة وتصليح حوامات الطيران الحكومي في شركة "مروحيات روسيا" القابضة -المنضوية تحت شركة "روستيك" الحكومية- بناء مطار مدني للحوامات في سيفاستوبول، بالإضافة إلى افتتاح فرع للشركة بالاستناد إلى "مؤسسة سيفاستوبول للطيران".
تم الإعلان عن الاقتراح في اجتماع حكومة سيفاستوبول المكرس للتنمية الاستراتيجية للمدينة، بحسب ما ورد في الموقع الإلكتروني لحكومة سيفاستوبول.

وكان التعاون بين شركة "مروحيات روسيا" القابضة ومؤسسة "سيفاستوبول للطيران" قد بدأ في أيار/مايو من  العام الجاري، عندما اتخذت الحكومة الروسية قراراً متعلقاً بتشغيل القدرات الإنتاجية لشبه جزيرة القرم من أجل تحسين الوضع الاقتصادي للمنطقة.

آنذاك، بدأت وزارة الصناعة والتجارة الروسية، بالاشتراك مع شركة "مروحيات روسيا" بوضع برنامج لتشغيل معامل تصليح الطائرات في شبه جزيرة القرم. ففي آذار/مارس 2014، صرح أليكسي تشالي- الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب محافظ سيفاستوبول- أن وزارة الدفاع الروسية ستكون المستثمر الرئيس في المدينة. وفي آب/أغسطس من هذا العام، تلقت مؤسسة "سيفاستوبول للطيران" حجزاً يقدر بقيمة 35 مليون روبل، لتنفيذ إصلاح شامل لمروحيات البحث والإنقاذ "كا-27" التابعة لأسطول البحر الأسود.

الصيانة الفنية لـ 200 طائرة مروحية

في حديثه لـ"روسيا ما وراء العناوين"، يقول الخبير المستقل في مجال الطيران، يفغيني ماتفييف، إن نقل جزء من القدرات الإنتاجية إلى سيفاستوبول كان قراراً منطقياً وفي وقته، وأضاف:" إن توفير موارد إضافية في مكان سيتمركز فيه عدد كبير من الطائرات المروحية، هو ببساطة أمرٌ لا بد منه للحفاظ على ترسانة الحوامات في حالة جيدة".

وكان غيورغي باتسكين قد صرح أنه يجري الآن تشكيل فرقة حوامات ضخمة (حوالي 200 حوامة) في شبه جزيرة القرم تتبع لوزارة الدفاع ولغيرها من الدوائر الحكومية. ويعتقد ممثل شركة "مروحيات روسيا" أن العدد سيزداد بمقدار خمسين حوامة مع استلام "ميسترال". يقول باتسكين:" ولذلك، من الهام جداً، بالنسبة للشركة القابضة، أن تمتلك الإمكانات اللازمة للعناية بالمروحيات العسكرية والحفاظ على جهوزيتها. ولكن توفير الخدمة لمروحيات الجيل الرابع، يتطلب توظيف الاستثمارات لإعادة تجهيز المؤسسة".
وتبحث الشركة في الوقت الراهن عن الطريقة القانونية لبدء الاستثمار في "مؤسسة سيفاستوبول للطيران"، غير المنضوية بعد تحت شركة "مروحيات روسيا" القابضة.

ترف غير مبرر
وفقاً لكلام غيورغي باتسكين، فإن شركة الحوامات اقترحت على حكومة سيفاستوبول أيضاً عدة مشاريع في المجال المدني. بما في ذلك إنشاء مطار للحوامات يستطيع استقبال مختلف صنوف الطائرات المروحية ويتيح لسيفاستوبول القيام بأعمال النقل الجوي.

يقول باتسكين:" وسيلة النقل هذه ملائمة جداً لشبه جزيرة القرم، وهناك ما يكفي من الشركات المستعدة للقدوم إلى هنا، والتمركز فوراً في ساحات "مؤسسة سيفاستوبول للطيران" ومدّ خزينة سيفاستوبول بالإيرادات الضريبية".

وحسب تصريح ممثلها، فإن شركة "مروحيات روسيا" القابضة مستعدة للبدء بتنفيذ هذا المشروع خلال بضعة شهور.

ولكن بعض الخبراء كانوا حذرين جداً في تقييم آفاق مثل هذا المشروع. ففي حديثه لـ"روسيا ما وراء العناوين"، ذكر مصدر مطلع على الوضع من الوكالة الاتحادية للنقل الجوي، أن نقل المسافرين بالحوامات الوطنية (التي تستطيع  نقل حتى 20 شخص كحد أقصى) هو "بزنس" خاسر، نظراً لأن استهلاك حوامات "مي-8" أو "مي-171" للوقود كبير جداً مما سيجعل كلفة البطاقات مرتفعة للغاية. والطلب على هذه الخدمة، الذي يمكن أن يضع هذا البزنس في المستوى الصفري لمعدلات الربح، هو ببساطة غير موجود في شبه جزيرة القرم. ويقول المصدر ذاته:" إن النقليات المميزة جداً  على مروحيات "مي-171" هي الوحيدة القادرة واقعياً على جلب الأرباح. ولكن بناء مطار حوامات بالكامل فقط لهذه النقليات هو ترف غير مبرر".  ناهيك بأن إمداد القرم بكيروسين الطائرات يتم عبر المضيق البحري مما يرفع كلفته إلى حد كبير.

http://arab.rbth.com/technology/2014/10/13/28233.html