القواعد الغربية في تركيا للمحافظة على دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
مركز ناصر للدراسات العسكرية و الاستراتيجية :: الأقسام العسكريّة :: قسم الدراسات الإستراتيجية :: دراسات عالمية مترجمة
صفحة 1 من اصل 1
القواعد الغربية في تركيا للمحافظة على دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
القواعد الغربية في تركيا للمحافظة على دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
تاتيانا أنانوف
بعدما قيل أن دور تركيا تراجع بعد الحرب الباردة، وذلك بعد اضمحلال الخطر الشيوعي وعدم حاجة لسياسة "سد المنافذ" التي وفرت لتركيا دوراً مهماً طيلة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، لا تزال تركيا تتمتع بدورٍ مهم، إذ إنها أساسية لفهم السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وتتمتع ببعد جيواستراتيجي جعلها منطقة أساسية في حوض البحر المتوسط، فهي قريبة من منابع النفط، وقريبة من العالم العربي، ما يسمح للولايات المتحدة بالسيطرة على المنطقة ومراقبة الأحداث التي تحصل عن قرب.
تعود علاقة تركيا بحلف الشمال الأطلسي إلى العام 1952 عندما انضمت إليه، ونتيجةً لذلك، أصبح هناك قواعد عسكرية أميركية في تركيا بعدما تم التوقيع على اتفاقية في العام 1969، سمحت بإنشاء أكثر من 26 قاعدة عسكرية أميركية على أراضي تركيا، ومركز للإتصالات والتجسس، ومراكز الرصد والإنذار المبكر، بالإضافة إلى قيام تركيابتسهيلات في استخدام الموانىء والمنشآت العسكرية التركية من قبل الجيش الأميركي.
وقد استخدمت القواعد العسكرية الأميركية الموجودة في تركيا في الهجوم الجوي على ليبيا في عام 1987، وفي حرب العراق في 1990 و2003، وفي حرب السودان في 1989 وغيرها من الحروب.
ومن أهم القواعد العسكرية التابعة للناتو هناك قاعدة أنجرليك التي هي قاعدة جوية للقوات التركية، وتعتبر من أضخم القواعد الجوية الخاصة بحلف شمال الأطلسي، وهي تقع في جنوب شرق تركيا، قرب مدينة أدانا، وهي قاعدة أطلسية فيها مخزون نووي وتجهيزات تكنولوجية متطورة جداً تستخدم للتجسس وغيره.
وتضمّ القاعدة الوحدة 39 التي تقدم دعماً لوجستياً وطبياً للقوات الأميركية الموجودة في تركيا، كما تقوم الوحدة بتنفيذ عمليات قتال ومساندة جوية، ويتولى قائد هذه الوحدة قيادة الوحدة 7440المؤقتة لسلاح الطيران الأميركي.
وقداستخدمت هذه القاعدة بشكل واسع في ضرب أهداف داخل العراق خلال أزمة احتلال الكويت بين 1990 و1991.
وفي حديثٍ خاص للأمن والدفاع العربي، أشار الدكتور محمد نورالدين وهو متخصص في الشؤون التركية، إلى أن استخدام هذه القاعدة من قبل اي دولة أجنبية بما فيها الولايات المتحدة يحتاج الى أذن رسمي تركي. وغالباً ما تستغل تركيا ذلك لتمرير بعض المطالب. ومع الحالة السورية والعراقية واستهداف تنظيم داعش، فإن الولايات المتحدة قد لا تكون بحاجة للقاعدة لانطلاق عمليات عسكرية ضد داعش، بل ان استخدامها يسهل من هذه العمليات، وهو فعل سياسي اكثر منه عسكري، يهدف الى إبلاغ تركيا انه لا يمكن لها أن تعترض.
أما قاعدة سينوب، فهي تقع على الشاطىء الجنوبي للبحر الأسود، وتوجد فيها رادارات بعيدة المدى واجهزة اتصال متطورة يديرها موظفون من وكالات مختصة أميركية. وتقتضي مهمة قاعدة سينوب جمع المعلومات عن نشاطات الدول القريبة من منطقة البحرالأسود، ورصد تجا ربالصواريخ النووية وجمع المعلومات والنشاطات البرية. وزودت هذه القاعدة بأجهزة الكترونية متطورة حيث تلتقط رسائل الراديوالخاصة باتصالات الطائرات.
أما قاعدة سينوب، فهي تقع على الشاطىء الجنوبي للبحر الأسود، وتوجد فيها رادارات بعيدة المدى واجهزة اتصال متطورة يديرها موظفون من وكالات مختصة أميركية. وتقتضي مهمة قاعدة سينوب جمع المعلومات عن نشاطات الدول القريبة من منطقة البحرالأسود، ورصد تجا ربالصواريخ النووية وجمع المعلومات والنشاطات البرية. وزودت هذه القاعدة بأجهزة الكترونية متطورة حيث تلتقط رسائل الراديوالخاصة باتصالات الطائرات.
وتم إنشاء قاعدة بلياري التي تقع في جنوب أنقرة، للتنصت على التجارب النووية التي كان يجريها الاتحاد السوفييتي السابق، سواء في البحر أو في باطن الأرض.
وقد تم تخصيص قاعدة بيرنكيك للإنذارات المبكرة عند حصول أى هجوم صاروخى مُعادٍ، وهي تقع على بعد 30 كلم شمال ديار بكر.
وعلى بعد 320 كلم جنوب – شرق إسطنبول، يوجد قاعدة "إزمير الجوية" الأميركية التي تُستخدم للدعم الجوي.
وتعتبر قاعدة "إزمير الجوية"مقر القيادة البرية للجزء الجنوبي من حلف شمال الأطلسي، وفيها قيادة القوة الجوية التكتيكية للأسطول السادسالذي يتخد من قاعدة الإسناد البحري في المياه الإقليمية الإيطالية المحاذية لمطار نابولي قاعدة له. وقد تم تحويلها في العام 2013 إلى مقر القيادة العسكرية الجماعية للهجوم على سوريا.
وفي السياق نفسه، تم إنشاء قاعدتي الإسكندرونة ويومورتاليك القربية من الحدود السورية اللتين تعتبران من أهم مستودعات التموين والمحروقات وفيها 20% من مخزون الأسطول السادس من الوقود، ومن هنا تأتي أهميتهما، كما تضم هاتان القاعدتان مركزاً لتأمين الاتصالات الأميركية، ومحطة رادارية أرضية تابعة لنظام الرصد والإنذار المبكر لحلف شمال الأطلسي.
وبعد موافقة تركيا على الطلب الأميركي بنشر رادار منظومة الدفاع الجوي على أراضيها في العام 2011، تم إنشاء محطة رادار كيورديج في جنوب شرق تركيا، وهي في قضاء كيورديج في محافظة مالاتيا.
أخيراً، لا بدّ من إستنتاج السبب الذي يكمن وراء اعتبار موقع تركيا استراتيجياً وذي أهمية كبيرة لدول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأميركية، إذ إن القواعد العسكرية التابعة لحلف الشمال الأطلسي والولايات المتحدة أساسية لسير عملياتهما العسكرية، وللبقاء والمحافظة على دورهما الاستراتيجي في منطقة أوراسيا وايرانوالعالم العربي.
تاتيانا أنانوف
سوبر مان- نقيب
- عــدد المساهمات : 120
نقاط تميز : 4
تاريخ الالتحاق : 30/10/2014
مواضيع مماثلة
» دراسة: الجيش الإسرائيلي "الأقوى" في الشرق الأوسط
» مصر تتسلم 10 مروحيات أباتشي من الولايات المتحدة
» الولايات المتحدة تغلق معتقل باغرام في أفغانستان
» روسيا تتقدم على الولايات المتحدة في إنتاج الطائرات القتالية
» وسائل إعلام: الولايات المتحدة تستعد "لحرب باردة" جديدة مع روسيا
» مصر تتسلم 10 مروحيات أباتشي من الولايات المتحدة
» الولايات المتحدة تغلق معتقل باغرام في أفغانستان
» روسيا تتقدم على الولايات المتحدة في إنتاج الطائرات القتالية
» وسائل إعلام: الولايات المتحدة تستعد "لحرب باردة" جديدة مع روسيا
مركز ناصر للدراسات العسكرية و الاستراتيجية :: الأقسام العسكريّة :: قسم الدراسات الإستراتيجية :: دراسات عالمية مترجمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى