الإنفاق العسكري في دول الخليج يسجل أعلى المستويات في ظل وجود علاقة عربية – أميركية وغربية
مركز ناصر للدراسات العسكرية و الاستراتيجية :: الأقسام العسكريّة :: قسم الدراسات الإستراتيجية :: دراسات عالمية مترجمة
صفحة 1 من اصل 1
الإنفاق العسكري في دول الخليج يسجل أعلى المستويات في ظل وجود علاقة عربية – أميركية وغربية
الإنفاق العسكري في دول الخليج يسجل أعلى المستويات في ظل وجود علاقة عربية – أميركية وغربية
انتقلت أنظمة الحكم في المنطقة، تاريخيّاً، بين علاقات حماية وصداقة مع شريكين رئيسيين: بريطانيا والولايات المتحدة. وكان لهذا الانتقال شرطه في تغيّر اللاعب الرئيسي على السّاحة الدّوليّة، من بريطانيا إلى الولايات المتحدة، بخاصةٍ بعد الحرب العالمية الثانية.
ومع بداية التّحوّل الهائل من الطاقة المبنية على الفحم الحجري إلى النّفط والنّظر إليه باعتباره مصدراً رئيسيّاً للطّاقة، ومع صعود الولايات المتحدة كقوّة عالميّة كبرى، بدأ العالم يشهد تغييراً في موارده الإقتصادية التي دفعت الأسواق النفطية إلى الإزدهار، وأخيراً إلى تدخل الولايات المتحدة الأميركية في أمن دول الخليج، الخزان الرئيس لتلك الموارد النفطية المكتشفة.
ومع انتهاء حرب الخليج الأولى ما بين العراق وإيران التي بدأت في أوائل الثمانينات وامتدت لحوالي تسع سنوات، أصبح هناك وجود عسكري مباشر لدول الغرب في المنطقة.
وبحسب "مركز الخليج لسياسات التنمية"، تتواجد اليوم قوّات عسكريّة أجنبية في كلّ دول مجلس التعاون الخليجي بلا استثناء، وصلت أعدادها الى حوالي 30 ألف جندي في العام 2012، إضافة الى وجود حوالي 22 الف عنصر من البحرية الاميركية المتواجدة في حاملات الطائرات والسفن الحربية التي تنتشر في مياه الخليج، حيث ينتشر على سبيل المثال الأسطول الخامس الأميركي الذي يتخذ من المياه الإقليمية المقابلة للبحرين قاعدة له، ويضمّ حاملة طائرات أميركية وعدداً من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية والمقاتلات، بالإضافة لقاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزود بالوقود.
ويترتب على هذه العلاقات السياسية والإقتصادية والعسكرية المشتركة بين دول الخليج والولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، الإعتماد على المصادر الغربية لمشتريات السّلاح الضّخمة، وتوقيع العقود والشراكات الأمنية والإستراتيجية بين الجهتين.
يذكر هنا العقد الذي أبرمته المملكة العربية السعودية في تشرين الأول/أكتوبر على سبيل المثال، مع الولايات المتحدة الأميركية، والذي بلغ قيمته 1.75 مليار دولار، لتزويد السعودية بأنظمة الدفاع الجوي الصاروخي باتريوت، إلى جانب تقديم خدمات الصيانة إلى صواريخ PAC-3، والتدريب، والدعم اللوجستي.
وقد استلمت سلطنة عمان في آب/ أغسطس الماضي أول مقاتلة أف-16 فايتينغ فالكون من دفعة المقاتلات الإثنتي عشرة التي بنتها شركة لوكهيد مارتن لصالح سلاح الجو العماني الملكي.
تجدر الإشارة إلى أن دول الخليج هي الأعلى عالمياً من ناحية الإنفاق العسكري للفرد ، وفي هذا الصدد تحتل الإمارات العربية المتحدة أعلى نسبة من الإنفاق العسكري للفرد حيث بلغت 3227 دولار في العام 2010 بحسب موقع "The Military Balance" المختص بالإنفاقات والإقتصاد العسكري.
ونظراً لكلّ الحقائق المذكورة، يعتبر الإنفاق العسكري في دول الخليج من أعلى الإنفاقات العسكرية، إذ يفوق مجموع ما تنفقه إسرائيل والمملكة المتحدة مجتمعتين.
وبالرغم من وجود قوات عسكرية أجنبية بأعدادٍ كبيرة في دول مجلس التعاون الخليجي (GCC) غير أن، وبحسب الموقع نفسه، تعدت أعداد القوات الوطنية في دول مجلس التعاون الخليجي 420 ألف عنصر في عام 2012. فبلغ عدد القوات الوطنية السعودية 249 ألف عنصر، وفي الإمارات العربية المتحدة 51 ألف عنصر، وفي الكويت 46 ألف عنصر مع فارقٍ صغير بالمقارنة مع سلطنة عمان حيث بلغ عدد القوات الوطنية 45 ألف عنصر، أما عدد القوات الوطنية في البحرين فقد بلغت 19 ألف عنصر، وفي قطر 12 ألف عنصر. 3
وفي دراسة قام بها موقع"Global FirePower " العالمي في أيلول / سبتمبر الماضي، والذي يعتمد على أكثر من 50 عامل لترتيب قائمة أقوى الجيوش، ومنها على سبيل المثال الميزانية العسكرية الشاملة المخصصة للإنفاق، والقوى البشرية المدرّبة العاملة والمتاحة في جيش كل دولة، ومدى تطوّر قطاعات البر والبحر والجو، وعدد الطائرات الحربية، وكمية المعدات الموجودة في ترسانة كل بلد، كما يقيس قدرات كل بلد على الوصول إلى الموارد، هذا إضافة إلى مجموعة معقدة من البيانات التي تخضع لتعديلات وتصحيحات جارية، جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة 25 بميزانية تقدر بـ56 مليار و725 مليون دولار، أما الإمارات فقد جاءت في المرتبة 42، وقد أتت سلطنة عمان في المركز الـ69، والكويت 74، والبحرين 81، وقطر 82. وقد شملت الدراسة 106 من جيوش العالم.
يتبين من خلال كل ما ذكر أن الخليج العربي أصبح مركزاً استراتيجياً لا بد منه في العالم، إذ باتت هذه المنطقة من خلال الثروة النفطية شريكاً أساسياً للغرب وعلاقة، وبالرغم من أن هذه الشراكة تشهد على حالات عدم توافق في بعض الأحيان، غير أنها تبقى متيتة نظراً لوجود "مصالح مشتركة" بين الطرفين
سوبر مان- نقيب
- عــدد المساهمات : 120
نقاط تميز : 4
تاريخ الالتحاق : 30/10/2014
مركز ناصر للدراسات العسكرية و الاستراتيجية :: الأقسام العسكريّة :: قسم الدراسات الإستراتيجية :: دراسات عالمية مترجمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى